روجيه جارودى حكاية رجل ضد الصهيونية

2

        روجيه جارودى حكاية رجل ضد الصهيونية









توفى الفيلسوف والكاتب الفرنسى المسلم روجيه جارودى، عن 98 عاما بعد نضال كبير ضد الصهيونية العالمية وتشكيك فى قصة المحرقة التى يستغلها الصهاينة لحشد الدعم لاحتلال فلسطين.

وتوفى الفيلسوف الذى كان لفترة طويلة كبير المفكرين الشيوعيين الفرنسيين، يوم الأربعاء فى المنطقة الباريسية عن 98 عاما كما علم الجمعة من بلدية شينفيير وإدارة الجنائز المحلية.

ولد جارودى المولود فى 17 يوليو 1913 فى مرسيليا جنوب فرنسا من عائلة بروتستانتينة، لأب يعمل فى مجال المحاسبة، واعتنق الفيلسوف الكاثوليكية ثم الإسلام فى الثمانينات.
وفى 1933 انضم جارودى المجاز فى الفلسفة والدكتور فى الآداب، إلى الحزب الشيوعى. وفى 1940 سجن ثلاثون شهرا فى معسكر بالجزائر. وفى 1945 انضم إلى اللجنة المركزية للحزب وفى 1956 إلى المكتب السياسى. وانتخب جارودى نائبا وأعيد انتخابه فى الجمعية الوطنية (1956-1958) ثم فى مجلس الشيوخ (1959-1962). وبعدما تولى تدريس الفلسفة فى ألبى (جنوب) والجزائر العاصمة وباريس (1958-1959)، أصبح روجيه جارودى محاضرا ثم أستاذا أصيلا فى الجامعة.

حصل جارودى على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية فى المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 54 من موسكو.
طرد من الحزب الشيوعى الفرنسى سنة 1970م وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتى، وفى نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقى مديرا له لمدة عشر سنوات.
كان جارودى عضوا فى الحوار المسيحى-الشيوعى فى الستينيات، وعليه وجد نفسه منجذبا للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات. وبدأ يميل ويقترب إلى الإسلام فى هذه الفترة. وفى 2 يوليو 1982 أشهر جارودى إسلامه، فى المركز الإسلامى فى جنيف.

معاداة الصهيونية
بعد مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان أصدر جارودى بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان) وكان هذا البيان بداية صدام جارودى مع المنظمات الصهيونية التى شنت حملة ضده فى فرنسا والعالم.

ألف جارودى العديد من الكتب، من أشهرها "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" (1996) وقد أدانته محكمة فرنسية فى 1998 بتهمة التشكيك فى محرقة اليهود فى هذا الكتاب بعد أن أثار جدلا حادا. حيث شكك فى الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا فى غرف الغاز على أيدى النازيين.

ظل ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التى آمن بها فى الحزب الشيوعى، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه. ظل على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا.
وفى كتاب "الإسلام دين المستقبل" يقول جارودى عن شمولية الإسلام:
"أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية فى استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد، وكان فى قبوله لأتباع هذه الديانات فى داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة أنه فى إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تمازج لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوى للإيمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون فى ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى فى الشرق وإفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد أن هذا الانفتاح هو الذى جعل الإسلام قويا ومنيعا".

يقول جارودى عن اعتناقه الإسلام أنه : "وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده إلا فى الإسلام".
نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه (ما يعد به الإسلام) و(الإسلام يسكن مستقبلنا). ولدفاعه عن القضية الفلسطينية. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونيا فى تركيا سنة 1995.

ورغم حداثة إسلام جارودى وكثرة المصاعب التى واجهته سواء من حيث اللغة أوالثقافة استطاع أن يؤلف العديد من الكتب منها: وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، حوار الحضارات، كيف أصبح الإنسان إنسانيا، فلسطين مهد الرسالات السماوية، "الولايات المتحدة طليعة التدهور، الإرهاب الغربي




بوابة الحرية والعدالة
مصطفى الخطيب 

جميع الحقوق محفوظه © أيديا زيد | فكرة سريعة

تصميم الورشه